التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الواقعة

صفحة 23 - الجزء 7

  الْآخِرِينَ ١٤ عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ١٥ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ١٦ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ١٧ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ١٨ لَا


  (١٤) {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} كأنه قد قل الخير فيهم ليس السابقون منهم إلا قليلاً، والثلة قالوا: هي تعبير عن جماعة كبيرة.

  (١٥) {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ} هذه السرر موضونة أي منسوجة محكمة النسج مضاعفة النسج.

  (١٦) {مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا} الاتكاء الميل بالجانب، والاعتماد على شق {مُتَقَابِلِينَ} لأنهم متحابون في الله متآخون، فالإنسان يحب أن يرى صاحبه، وصاحبه يحب أن يراه، وكأن كلا يرى صاحبه في غرفته، مع سعة وكثرة نوافذ وأبواب الغرف يقال: إنه يكون للغرفة الواحدة خمسمائة باب.

  (١٧) {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ} يخدمهم {وِلْدَانٌ} خدام غلمان يقربون لهم ما يطلبون {مُخَلَّدُونَ} عندي أن معناه - والله أعلم - مخلدون لا يصيبهم مرض، بل يكونون أصحاء سالمين من كل ما ينفر مثل الزكام والسعال ونحوه مما يستقذر فيمن يلي خدمة الإنسان.

  قال امرؤ القيس:

  وهل يعمن إلا سعيد مخلد ... قليل هموم ما يبيت بأوجال

  (١٨) {بِأَكْوَابٍ} يقربون لهم الأكواب التي يشربون منها وهي جمع كوب وصفها في (سورة هل أتى) بأنها {قَوَارِيْرَ مِنْ فِضَّةٍ}⁣[آية: ١٦] جمع من الفضة والزجاج {وَأَبَارِيقَ} جمع إبريق كأنه يصب من الإبريق في الكوب {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} خمر من عين نابعة.