التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الواقعة

صفحة 29 - الجزء 7

  فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ٥٧ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ٥٨ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ٥٩ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ٦٠ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ٦١ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ٦٢ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ٦٣ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ


  (٥٧) {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ} قد صار خلقكم دليلاً على أنه ممكن بعثكم، وأن لا وجه ولا حجة لكم في استبعاده حين قلتم: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ..}.

  (٥٨) {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ} المني هو الماء الدافق ليس فيه صورة ولا عظام ولا مفاصل ولا عروق وخلق سبحانه منه إنساناً.

  (٥٩) {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} هم يعلمون أن الله سبحانه هو الذي يخلقه.

  (٦٠) {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ} فهو بقدرة الله الإحياء والممات، كذلك جعله على مقادير محدودة هذا يموت في وقت، والثاني في وقت آخر، والثالث كذلك في أوقات متفرقة على صفة محكمة، لأنه لو جعل الموت للجيل الواحد في لحظة واحدة لأختل نظام الحياة وكان هولاً شديداً لا يطاق {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} لستم بفائتين علينا.

  (٦١) {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ} نجعل خلائف في الأرض غيركم وننشئكم في حالة لا تعلمونها، بأن نغير هذه الحالة التي أنتم فيها إلى حالة ثانية مثل المسخ أو غيره.

  (٦٢) {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى} لما خلقناكم أول مرة {فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ} فهلا تذكرتم قدرتنا على إنشائكم بعد الفناء.