التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الواقعة

صفحة 30 - الجزء 7

  الزَّارِعُونَ ٦٤ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ٦٥ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ٦٦ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ٦٧ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ٦٨ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ٦٩ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ٧٠ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ٧١ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ


  (٦٣) {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} الحرث الذي تحرثونه من الأرض، تبذرون فيه البذر.

  (٦٤) {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} الله الذي زرعه أنبت الزرع وأحياه ونماه حتى جاء منه الثمر، لا دخل للمخلوقين في هذا إلا عملية البذر بالبذور التي خلقها هو سبحانه.

  (٦٥) {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} لأن جعله للزرع هذا إنما هو من تفضله ورحمته ونعمته على عباده، وإلا لو شاء لجعله {حُطَامًا} مفتتاً مكسراً {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} ظللتم تفكهون بالحديث قائلين: {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ}

  (٦٦) {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} حدثت لنا غرامة وخسارة لما جعله حطاماً.

  (٦٧) {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} من الثمرة في المستقبل.

  (٦٨) {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ} لا يحتاج إلى وصف الماء لا في كونه يروي، ولا في كونه يبرد، أو أنه لذيذ طعمه وعذب هم يعرفون كل هذا فاكتفى بقوله: {تَشْرَبُونَ}.

  (٦٩) {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ} من السحاب كلا ... الباري هو من أنزله.

  (٧٠) {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ} ليس من الضروري أن يكون عذباً بل لو أراد لجعله أجاجاً شديد الملوحة وإنما رحمة منه وتفضل.