سورة الحديد
  يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ٢٤ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ٢٥ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا
  (٢٤) {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} كأنه سبب جهله، وفرط تغفله وصل إلى حالة الخيلاء والفخر وأداه ميله إلى الدنيا وتشبثه بها إلى أن يبخل بماله فسلب التوفيق وتمادى في غيه حتى صار يأمر غيره بالبخل، كما قال تعالى عن أولئك المنافقين {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا}[المنافقون: ٧] {وَمَنْ يَتَوَلَّ} عن الله تعالى وعن طاعة الله، {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} ليس بحاجة إلى أحد فهو غني وحميد يستحق الحمد.
  (٢٥) {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا} وهم كثير آخرهم محمد ÷ {بِالْبَيِّنَاتِ} الدلائل البينات التي تدل على أنهم رسل {وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ} الرسول ومعه كتاب فيبين لهم ما في الكتاب ويتركه لهم بعد أن يموت ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، {وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} والميزان يبدو أنه هنا تعليم العدل كيف يعدل الناس في معاملتهم لبعضهم الآخر، ويتمثل ذلك بالأحكام التي في القرآن الكريم وما جاء عن الرسول ÷ {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} فيه بأس شديد حين يستعمل في الحرب، ومنافع للناس فيه كثيرة {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ} أما هذه ففائدة عظيمة حين يستخدم في الجهاد في سبيل الله لأن السلاح بأنواعه قديما وحديثا مصنوع من الحديد فوفر سبحانه هذه المادة لتستخدم في