التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المجادلة

صفحة 58 - الجزء 7

  ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ٣ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٤ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ


  (٣) {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} من عاد إلى الظهار بعد ما نهى الله عنه في الإسلام وبعد ما بين أنهم إنما يقولون منكرا من القول وزورا {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} شرع حلاً للمشكلة إذا كان قد جعلها على نفسه مثل ظهر أمه فيحرر رقبة يعتق رقبة من قبل أن يطأها {ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} هذا الكفارة موعظة وزجر لكم لتتركوا الظهار.

  (٤) {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} عتق رقبة {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} كذلك حل المشكلة يلزمه عند عجزه عن العتق صيام شهرين {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} وهو كذلك لا يمسها إلا بعد أن يكمل صيام شهرين متتابعين {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ} صيام شهرين فالحل قوله: {فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} يعطي لكل واحد نصف صاع من بر مثلا أو صاعاً من غيره والأقرب: أنه لا يلزمه الامتناع عن المماسة في مسألة الإطعام إذا عجز عن الإطعام. لأنه الخيار الأخير، وإذا لم يجد فلا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها {ذَلِكَ} هذا التعليم والأحكام الشرعية هذه {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} التي حددها لكم عتق رقبة أو إطعام ستين مسكيناً أو صيام شهرين متتابعين {وَلِلْكَافِرِينَ} بأحكام الله {عَذَابٌ أَلِيمٌ}.