التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المجادلة

صفحة 59 - الجزء 7

  بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ٥ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ٦ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٧ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ


  (٥) {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا} هذا ابتداء كلام كأنه في المنافقين والكفار يحادونه أي يعادونه ويباينونه {كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} كبتوا: أذلوا وأخزوا مثل ما أذل وأخزى الذين من قبلهم {وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} تهدي من أراد أن يرجع إلى الهدى {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} لأنهم أهل للإهانة في مقابل كبريائهم.

  (٦) {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا} يمكن أن المقصود يبعثهم جميعاً المنافقين والكفار {فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} سبحانه أحصاه ما فات عليه منه شيء من أعمالهم، بينما هم قد نسوا تلك الأعمال لعدم اهتمامهم بمستقبلهم الأخروي {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} أعمال الإنسان كلها هو شهيد عليها، وهذه فيها موعظة عظيمة لأنه حين يأتي يوم القيامة وظهرت الأعمال التي ما كانوا متوقعين أن لها ذلك الأثر السيئ وأنها توجب لهم النار، والنار قد برزت أمام أعينهم، هذا أمر كبير كبير، وورطة مهمة عظيمة.

  (٧) {أَلَمْ تَرَ} كأنه تعجيب من هذه الحالة {أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} أحاط علمه بها كلها السموات وما فيها، والأرض وما فيها