التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المجادلة

صفحة 61 - الجزء 7

  تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ٩ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ١٠ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١١ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ


  (٩) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ} هذا يشير إلى الإذن منه سبحانه بالمناجاة لكن بشرط أن لا يتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول كما فعل الكفار {وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى} لا بأس في التناجي بالبر والتقوى {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} فراقبوه لأن مصيركم إليه.

  (١٠) {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} هو الذي يغري أولئك المنافقين بها لأجل يحزن المؤمنين عندما يرون المنافقين وهم يتناجون ويتآمرون ضد المؤمنين {وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} فأمّنهم من ضرر أولئك مهما تناجوا {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ليتوكلوا على الله ويعلموا أنه لا يضرهم شيء إلا بإذنه، أي بتخليته بينهم وبين عدوهم.

  (١١) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ} تفسحوا لا تتزاحموا عند النبي ÷ وربما كذلك عند الهداة من أهل بيته، وكل المجالس التي يجتمع الناس فيها للاستماع للعلم والحكمة والموعظة، فأمرهم بأن يفسحوا ليتسع المجلس لأكبر عدد ممكن من الناس لتعم الفائدة وينتفع الجميع.