سورة الطلاق
  يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ٥ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ٦ لِيُنْفِقْ ذُو
  فلتعتد بالحيض، ولا حرج عليها كما قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ} {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} فعدتها ثلاثة أشهر كذلك والمقصود من لم يأتها الحيض أصلاً {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} التي طلقت وهي حامل فأجلها وضع حملها وليست عدتها بالحيض ولا بالأشهر فمتى وضعت حملها ولو بعد ساعة من الطلاق انتهت عدتها {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} فما أحسن تقوى الله، والالتزام بطاعته في كل شيء، لكي تتيسر أمور الإنسان، ويعينه الباري في أمور دينه ودنياه.
  (٥) {ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ} تلك الأحكام في الطلاق والعدة فارعوها لكونها أمراً من الله ولا تخالفوها {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ} السيئات الحادثة قبل التقوى {وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} يعظم له الأجر على تقواه لأن التقوى سبب الجنة.
  (٦) {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ} رجع الحديث إلى مسألة السكنى بعد النهي عن إخراجهن فأعاده ليبني عليه ما بعده {مِنْ وُجْدِكُمْ} على قدر وجدكم يعني حالتكم المادية، كما قال: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا} فيكون سكناها في العدة من حيث الجودة أو عدمها على أساس الإمكانيات المادية المتوفرة {وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} لا يضيق عليها المكان بأي سبب كان ليحملها على مغادرته.