سورة الملك
  تَفُورُ ٧ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ٨ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ
  السماوات إلينا، زينها اللّه {بِمَصَابِيحَ} وهي النجوم المنيرة، وهذا يشعر بأن السماء ليست عين النجوم {وَجَعَلْنَاهَا} النجوم {رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} يرجمون بالشهب المأخوذة منها، وهي أجزاء منها أو شُعَل نار تنقدح منها أو كهرباء تتولد منها - والله أعلم.
  وأقرب الاحتمالات: أنها نار؛ لقوله تعالى: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ}[الحجر: ١٨] وهي التي نراها في الجوّ نازلة يرمى بها الشياطين المسترقون للسمع من السماء {وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} أعدّ اللّه للشياطين عذاب النار المسعرة الموقدة الملتهبة، وفي هذا نقل الكلام من دلائل قدرة اللّه التي منها تزيين السماء بالمصابيح، الذي هو دليل على صدق الوعيد إلى الوعيد حيث عطف على وعيد الشياطين وعيد الكفار عامة، فقال تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} والذين كفروا بربهم يعم الذين أنكروا قدرته على الخلق الجديد والحياة الثانية بعد أن صاروا عظاماً ورفاتاً، فبذلك جحدوا أن اللّه على كل شيء قدير.
  و (المصير): المرجع الذين يصيرون فيه في الآخرة خالدين فيه أبداً، وفي وعيد الشياطين {عَذَابَ السَّعِيرِ} ووعيد الذين كفروا {عَذَابُ جَهَنَّمَ} ولعل سبب الفرق أن شياطين الجن هوائيون فتعذيبهم باللهب قبل الجمر، أما كفار البشر فتعذيبهم بهما نعوذ بالله.
  (٧) {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ} {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا} إذا أسقطوا فيها وأوقعوا فيها {سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ} {شَهِيقًا} صوتاً يكون لقوة التهابها وتسعرّها.