التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الملك

صفحة 161 - الجزء 7

  


  وقد أشار إلى هذا الإمام القاسم بن إبراهيم #، فتقرير العامة وتركها على خيالها الذي هي غافلة عنه أرجح من إيقاعها في مشكلة لا تتحمل حلها ما دامت على جهلها، ولذلك ما روي عن أمير المؤمنين # أنه قال: «حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب اللّه ورسوله» انتهى.

  و (الخسف بهم): أن تمحق الأرض وتهدم فتهوي بهم، كما خسف بقارون وداره، وقوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} في (تفسير الإمام الهادي #) كما في (مصابيح الشرفي) يقول: «فإذا هي تذهب بكم ذهاباً، وتهبط بكم في بطنها هبوطاً، ومعنى {تَمُورُ} فهي تنخسف وتغور» انتهى.

  (١٧) {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} يقول الإمام الهادي # كما في (المصابيح): «يقول: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} من هو في كل مكان من هو في السماء وغيرها، وهو اللّه الخالق لها ولغيرها» انتهى.

  وقوله تعالى: {أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} (الحاصب): هو الذي يرميهم بالحصباء، أي بالحجارة مثل ريح شديدة تحمل الحجارة وترميهم بها، أو ملك يحصبهم، قال في (الصحاح): «وحصبت الرجل أحصبه - بالكسر - أي رميته بالحصباء» انتهى. وهو تخويف للكفار ليحذروا العذاب العاجل.

  {فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} سوف تعلمون حين ينزل بكم العذاب صدق نذيري، وأنه قاطع لأعذاركم مبطل لتعللكم، وأنه كان لكم ناصحاً أميناً ومرشداً مبيناً، لم يكن يستحق منكم إلا التصديق والإتباع، وشكر نعمته عليكم لا التكذيب.