التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة القلم

صفحة 175 - الجزء 7

  


  (١١ - ١٣) {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ۝ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ۝ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} في (تفسير الإمام الهادي #): «فالهماز: الذي يهمز الإنسان من خلفه، ومعنى يهمزه: أي يؤذيه بلسانه ويتناوله ويقع فيه من ورائه وينتقصه» انتهى، وفي (تفسير الإمام القاسم #): «والهمزة من الناس فهو من يغتاب صاحبه ويغمزه ..» إلخ.

  والمشي بالنمائم: هو المجيء إلى هذا بالخبر عن الآخر والمجيء إلى الآخر بما قال الأول، ليوقع بينهم الوحشة والبلاء والعداوة والأذى والنميمة، فلا تكون إلا في الكلام الذي يسبب الوحشة ويفسد بين الناس.

  {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} مناع للخير يمنع الماعون وغيره ولا يعطي من نفسه إنصافاً ولا إيماناً بالحق ولا وفاء ولا صدقاً ولا غير ذلك، وفي (تفسير الإمام الهادي #): «الممتنع من كل خير، الداخل في كل ضير» انتهى. والمعتدي: الظالم، ومن الاعتداء: هتك حرمة الشهر الحرام بغير حق، والأثيم: صاحب الإثم المستحق للعقاب.

  {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} فسر العتل بالغليظ الجافي في (الصحاح) و (الكشاف) وذكر له في (لسان العرب) تفاسير عدة، ويعجبني في تفسيره (تفسير الإمام الهادي #) حيث قال: «العتل: فهو الفدم من الرجال في الخلق والفعال، الذي لا فهم له بما يقول أو يفعل ولا معرفة له بما يأتي وما يعمل الذي لا يميز بين الأمور في معانيها ولا يعرف حسناها من مساويها ولا يفعل شيئاً بتمييز أصلاً، ولا يأتي من الخير إلا ما عتل عليه عتلاً لفدامة خلقه وقلة تمييزه لنفسه» انتهى، قوله: فدم، قال في (الصحاح): «أي عيي ثقيل» انتهى.