التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة القلم

صفحة 176 - الجزء 7

  عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ١٥ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ١٦ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ١٧ وَلَا


  فهذه الصفات أساس الغلظة والجفاء، من حيث أفادت أنه أحمق لا خير فيه ثقيل، وقوله تعالى بعد ذلك - أي بعدما ذكر من أخلاقه السيئة وأوصافه الردية -: {زَنِيمٍ} قال الإمام الهادي #: «له زنمتان في حلقه متدليتان كزنمتي الشاة» انتهى باختصار، وقال #: «يعرف بهما، ويستدل على معرفته بذكرهما» انتهى، وقال (صاحب الكشاف) في تفسير {زَنِيمٍ} دعيّ، قال حسان:

  وأنت زنيم نيط في آل هاشم ... كما نيط خلف الراكب القدح الفردُ

  وكان الوليد دعيّاً في قريش ليس من سنخهم ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة من مولده» انتهى المراد، وهو يفيد: أن هذه الآيات نزلت في الوليد، والأولى أنها عامة؛ لقوله تعالى في أولها: {كُلَّ حَلاَّفٍ} وإن كان الوليد بن المغيرة هو الداخل فيها دخولاً أولياً.

  وقد أفاد الإمام الهادي # نزولها في الوليد - أيضاً - فالمراد: الوليد ومن كان مثله في الباطل، بدليل قوله تعالى: {وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}⁣[الكهف: ٢٨] وقوله تعالى: {وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا}⁣[الإنسان: ٢٤] فالأوصاف المذكورة ذكرت لتهجين من هي فيه ولكونه من كبار الكفار، لزيادة التحذير منه بخصوصه ومن كان مثله، لا لكون الصفات شروطاً في النهي كلها.

  (١٤ - ١٥) {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ۝ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ} فلم يزده ماله وولده إلا خساراً وجمعاً