سورة الحاقة
  
  قال الإمام الهادي # في تفسيرها: «والأذن الواعية: فهي الأذن المؤمنة المصدقة بكتب ربها ورسله وآياته ونذره، المستدلة بظاهر آيات اللّه وصنعه ..» الخ، والمراد: صاحب الأذن، قيل له: «أذن» كما يقال للمراقب الباحث «عين».
  وقد أخرج ابن جرير الطبري في (تفسيره) عند ذكر هذه الآية: حدثنا علي بن سهل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن علي بن حوشب، قال: سمعت مكحولاً يقول: قرأ رسول اللّه ﷺ: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} ثم التفت إلى علي فقال: «سألت اللّه أن يجعلها أذنك» قال علي $: «فما سمعت شيئاً من رسول اللّه ﷺ فنسيته».
  حدثني محمد بن خلف، قال: حدثني بشر بن آدم، قال: حدثنا عبد اللّه بن الزبير، قال: حدثني عبد اللّه بن رستم، قال: سمعت بريدة يقول: سمعت رسول اللّه ﷺ يقول لعلي: «يا علي إن اللّه أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي وحق على اللّه أن تعي» قال: فنزلت: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}.
  حدثني محمد بن خلف، قال: حدثنا الحسن بن حماد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي، عن فضيل بن عبد اللّه، عن أبي داود، عن بريدة الأسلمي، قال: سمعت رسول اللّه ﷺ يقول لعلي: «إن اللّه أمرني أن أعلمك وأن أدنيك، ولا أجفوك ولا أقصيك» ثم ذكر مثله، انتهى من (تفسير الطبري).
  وذكر ابن كثير في (تفسيره) هاتين الروايتين رواية بريدة الأسلمي ورواية مكحول، والظاهر: أنها عن علي، بدليل قوله: قال علي $: «فما سمعت ..» الخ.