سورة الحاقة
  وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ١٧ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ١٨ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ
  أو قد انهال إلى موضعه، ومثل هذا يمكن أن يكون في النفخة الواحدة، فيجوز أن تكون صيحة تطول حتى تهلك من في السموات والأرض إلا من شاء اللّه، أو تقصر فتهلكهم في لحظة والله على كل شيء قدير.
  (١٥) {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} يوم إذا كانت الأهوال المذكورة {وَقَعَتِ} القيامة التي هي واقعة لا بد من وقوعها بأمر اللّه سبحانه، وهي {الْحَاقَّةُ} ولكونها معهودة بوعد اللّه تعالى متوقعة ثقلت في السموات والأرض ذكرت معرّفة بـ (ال).
  (١٦) {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} انفصل بعضها عن بعض وانفطرت، وفي (تفسير الإمام الهادي #): «وانفطارها، فهو تقطعها لما يريد اللّه في ذلك اليوم من فواتها وتبديلها» انتهى.
  و (الواهية): المسترخية الضعيفة بعد قوة تماسكها، ولذلك - وبإذن اللّه تعالى - تتشقق شقوقاً متعددة، كما قال اللّه تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً}[الفرقان: ٢٥].
  (١٧) {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} والملائكة على جوانبها، قال الإمام الهادي #: «يريد سبحانه أن الملائكة عند تقطع السماء يكونون واقفين على أرجائها منتظرين لأمر اللّه فيها وفي غيرها» انتهى، ولعل ذلك بعد إحياء من مات من الصيحة الأولى.