التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المعارج

صفحة 221 - الجزء 7

  يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ١١ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ١٢ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ١٣ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ ١٤ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى ١٥ نَزَّاعَةً لِلشَّوَى ١٦ تَدْعُو


  (٩) {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} قال الإمام الهادي #: «والعهن: فهو خالص الصوف» انتهى، ولعل وجه الشبه: أن الجبال صارت بعد دكها متخلخلة متجافية كالصوف على حالته الأصلية قبل أن يغزل أو يهيأ للغزل.

  (١٠ - ١٤) {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ۝ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ۝ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ۝ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ۝ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ} {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا} لا يسأله كما كان في الدنيا يسأله عن حاله وعن مهمات أموره، وقد مر تفسير (الحميم) والمعنى: أن كلاً مشغول بنفسه شغلاً عظيماً تنقطع به العلاقات بين ذوي الأرحام، كما بينه قوله تعالى: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ۝ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ۝ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ۝ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ} {يُبَصَّرُونَهُمْ} يرونهم بحيث يعرف القريب قريبه، فليس عدم السؤال لعدم الرؤية، بل يترك السؤال وهو يرى قريبه ويعرفه {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ} يحب ويرغب ويتمنى، والمجرم: هو المسيء الظالم يود {لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ} يوم القيامة {بِبَنِيهِ} بأن يعذبوا بدلاً منه وفدية له من العذاب {وَصَاحِبَتِهِ} التي كانت قرينة حياته في الدنيا بزواج أو خلة، {وَأَخِيهِ ۝ وَفَصِيلَتِهِ} أمه التي فصلته أي أرضعته وفصلته من الرضاع حين كبر {الَّتِي تُؤْوِيهِ} حين كانت تحضنه وتهيئ له مأواه للنوم وغيره {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} كلهم {جَمِيعًا} مجتمعين يفدونه كلهم في وقت واحد ويدخلون النار بدله مجتمعين على كثرتهم وبما فيهم من الأصدقاء والأصهار؛ لأنه لا يهمه إلا نجاة نفسه فهو يود لو يفتدي بالمذكورين كلهم {ثُمَّ يُنْجِيهِ} الافتداء بهم.