سورة المعارج
  عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ٢٧ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ ٢٨ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ٢٩ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
  و (السائل) الذي يسأل لحاجته إلى الطعام أو نحوه {وَالْمَحْرُومِ} الذي يصبر عن السؤال مع أنه محتاج، ولذلك لا يؤبه له فيحرم للجهل بحاله، فأما السائل تكثراً مع أن عنده ما يكفيه فيوعظ ويزجر إن أصر على السؤال ويؤدب نهياً عن المنكر، هذا مع العلم بحاله، فأما لمجرد الظن فلا ... بل يعطي وعليه يحمل الحديث: «للسائل حق ولو جاء على فرس» ويحتمل: أن يعطى على كل حال، إلا أنه إذا كان غنياً أعطي قليلاً ونهي عن العودة إلى السؤال، وهذا أحوط لعموم الأدلة.
  (٢٦) {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} (يوم الدين): يوم الجزاء، وهو يوم القيامة. والتصديق به: الإقرار به عن يقين كما قال تعالى في (صفة المتقين) في (البقرة): {وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}[آية: ٤] وقال تعالى في (صفة المؤمنين) في (سورة النمل): {وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}[آية: ٣] وكذلك في (صفة المحسنين) في (سورة لقمان) فالتصديق بالقلب عن يقين هو الذي يفيد القوة على ترك الجزع والمنع، لأن المؤمن بالآخرة يرجو الثواب ويخاف العقاب، فأما المصدق بلسانه دون قلبه فليس المراد هنا، قال الإمام الهادي #: «و {يُصَدِّقُونَ} معناها: يوقنون به ويؤمنون» انتهى.
  (٢٧) {وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} {عَذَابِ رَبِّهِمْ} عذاب الآخرة وعذاب الدنيا الذي ينزله اللّه بالمجرمين، وهذه صفة المؤمن بالآخرة يكون من خشية ربه مشفقاً، و (الإشفاق): هو ما يبعث عليه الخوف من الحذر مثلاً والتقوى وغير ذلك.