التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المعارج

صفحة 225 - الجزء 7

  مَلُومِينَ ٣٠ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ٣١ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ٣٢ وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ٣٣ وَالَّذِينَ


  فالإشفاق أثر الخوف الذي يدل على الخوف، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ}⁣[المؤمنون: ٥٧] وقال تعالى: {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ}⁣[الشورى: ٢٢] وتفسير (الإشفاق) بالخوف من التفسير بالملزوم للتلازم بينهما، وفي (الصحاح): «وإذا قلت أشفقت منه، فإنما تعني حذرته».

  (٢٨) {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} لأنه عذاب شديد دائم، وليس من اللّه {دَافِعٌ} ولا بد منه لمن استحقه فهو مخوف حقيق بأن يخاف، ولذلك فهم يحذرونه.

  (٢٩ - ٣٠) {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ۝ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} لا يطلقونها فيما تشتهي {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} لا يلامون على ذلك، واللوم أن تقول لفاعل شيء أو تاركه قولاً تعيب عليه ذلك أو تنكره عليه قال: {فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ}⁣[إبراهيم: ٢٢] وقوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} كناية عن كونهم غير معاقبين على نكاح أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم.

  (٣١) {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} {ابْتَغَى} طلب وأراد شيئاً {وَرَاءَ ذَلِكَ} أي غير ذلك، وفي (تفسير الهادي #): «من {ابْتَغَى} لفرجه موضعاً غير نسائه أو ما ملكت يمينه من إمائه و {الْعَادُونَ} فهم المعتدون لما جعل اللّه لهم إلى ما حرم عليهم» انتهى.