سورة المعارج
  هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ٣٤ أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ٣٥ فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ٣٦ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ٣٧
  (٣٤) {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} المحافظة عليها: العناية بحفظها لئلا تضيع أو تفوت، والحذر من فواتها عن وقتها، بدليل قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ..} إلى قوله تعالى: {.. فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا}[البقرة: ٢٣٨ - ٢٣٩] فشرع صلاة الخوف للمحافظة على الصلاة أي لئلا تؤخر عن وقتها إلى حالة الأمن وإدامة الصلاة تترتب على المحافظة عليها، فإذا حافظ العبد عليها وحفظها من الفوات عند الأسباب التي تؤدي بعض الناس إلى تركها كالمرض والتعب والحاجة إلى النوم وكثرة الشغل والخوف، فإذا حافظ عليها في الأحوال كلها أدامها، ونال الأجر العظيم بالأمرين المحافظة والإدامة، وكان بكل منهما قوياً على ترك الجزع والمنع؛ لأن ملازمة العزم عليهما تمرين للنفس على الإنقياد للحق والصبر عليه، وقوة للسيطرة على النفس بمصير ذلك عادة مستمرة.
  (٣٥) {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} {أُولَئِكَ} أهل الأعمال المذكورة يجتمع لهم نعيم الجنة وكرامتها فهم فيها {مُكْرَمُونَ} بما صبروا ونهوا أنفسهم عن الهوى وعملوا الصالحات.
  (٣٦) {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} في (تفسير الإمام الهادي #): «{قِبَلَكَ} عندك» انتهى، وفي (الصحاح): «ولي قِبَل فلان حق، أي عنده» انتهى، ومثله في (لسان العرب) وقيل في تفسيره: «نحوك» {مُهْطِعِينَ} في تفسيرها خلاف، قال في (لسان العرب): «هطع يهطع هطوعاً وأهطَع: أقبل على الشيء ببصره فلم يرفعه، وفي (التنزيل): {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ}[إبراهيم: ٤٣].