التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المعارج

صفحة 229 - الجزء 7

  أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ٣٨ كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ٣٩ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ ٤٠


  وقيل: المهطع الذي ينظر في ذل وخشوع - ثم قال -: وأهطع أقبل مسرعاً خائفاً لا يكون إلا مع خوف، وقيل: نظر بخضوع، عن ثعلب: وقيل: مد عنقه وصوب رأسه» انتهى.

  وتفسيره في هذا الموضع بالإقبال عليه بأبصارهم هو موافق لقوله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ}⁣[القلم: ٥٢].

  (٣٧) {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} أي عن يمينك وعن شمالك، {عِزِينَ} جماعات قليلات متفرقات غير مجتمعين حولك ولا متجهين لسماع قولك.

  (٣٨ - ٣٩) {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ۝ كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ} يقول الهادي # في تفسيرهما: «يقول سبحانه إعراضهم عن الحق واستغناؤهم عن الصدق إعراض من قد أمِن العذاب وأيقن بالثواب وصح عنده أنه يدخل جنة نعيم، فهو واثق بذلك طامع أن يكون كذلك، فهو معرض عما يدعا إليه لإيقانه بما يصير من الخير إليه» انتهى.

  {كَلَّا} زجر وردع عن هذا الطمع {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ} من الماء المهين، فهم أحقر من أن يدخلوا الجنة أو يكونوا أهلاً لها، وإن استكبروا في أنفسهم وظنوا أنهم أهل للكرامة من الله.

  (٤٠) {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} قال الإمام الهادي #: «يريد أفلا أقسم، فطرح الألف وهو يريدها» انتهى.