سورة الجن
  ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا ٧ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ٨ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ٩ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي
  (٦) {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} {يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ} يستجيرون برجال، قال الإمام الهادي #: «كانوا إذا نزلوا وادياً أو فضاء من الأرض في مجمعة أو سفر، قالوا عند وقت نزولهم وحطهم لرحالهم: إنا نعوذ بكبرا أهل هذا الوادي وسكانه من الجن من شر شرارهم فكانوا كذلك، فيعوذون بالجن ويتركون التعوذ بالله» انتهى {فَزَادُوهُمْ} أي الجن زادوا الإنس {رَهَقًا} أي ضراً وإثماً؛ لأنهم يخوفونهم ليزدادوا لجوءاً إليهم وبعداً من التوكل وقرباً من الشرك بالذبح لهم ودعوة الناس إلى العياذ بهم.
  (٧) {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا} وقالوا: إن الكفار من الإنس {ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ} أي المخاطبون من الجن قومهم الذين رجعوا إليهم بعد سماع القرآن {أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا} من قبره لحشره وجزاءه {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ}[النحل: ٣٨] فاتفق الفريقان على القول الشطط، إثبات الولد لله - سبحانه - ونفى البعث.
  (٨) {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا} أي مسسناها لنسمع ما كنا نسمع من قبل فوجدنا السماء {مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا} أي قوياً يحرس السماء من الشياطين ليدفعوهم عن استماع الملائكة {وَشُهُبًا} نجماً مشتعلة ملتهبة يرمي الشياطين بلهبها.
  (٩) {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} {وَأَنَّا كُنَّا} قبل بعث الرسول ÷ {نَقْعُدُ} في {مَقَاعِدَ} من