سورة المزمل
  وَجَحِيمًا ١٢ وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا ١٣ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا ١٤ إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا ١٥ فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ
  (١٢ - ١٣) {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} {أَنْكَالًا} أغلالاً وقيوداً يعذبون بها {وَجَحِيمًا} ناراً عظيمة، قال في (الصحاح): «الجحيم: اسم من أسماء النار وكل نار عظيمة في مهواة فهي جحيم، من قوله تعالى: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ}[الصافات: ٩٧]» انتهى.
  قلت: الاسم يحلى بـ (أل) كما قال، وهنا المراد - والله أعلم -: نار موصوفة كأن الكفار في أول الإسلام لم يعرفوا اسمها، فذكرها بوصفها ليفهموا {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} يبقى في حلق آكله لا ينزل إلا بعد شدة من الاغتصاص به {وَعَذَابًا أَلِيمًا} عذاباً شديداً كلمة جامعة لأنواع العذاب نعوذ بالله منه.
  (١٤) {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا} تكون الأنكال والجحيم والطعام ذو الغصة والعذاب الأليم يوم القيامة الذي هو يوم ترجف الأرض والجبال {وَكَانَتِ الْجِبَالُ} صارت من الرجفة كالرمل، قال الإمام الهادي #: «يقول: صارت الجبال بعد ما هي عليه من انعقادها ويبس صخرها وحجارتها {كَثِيبًا مَهِيلًا} والكثيب: فهو الرمل، والمهيل: فهو المنهال الذي لا يمسك بعضه بعضاً» انتهى.
  (١٥) {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا} شاهداً عليكم بكفركم إن كفرتم وعصيانكم إن عصيتم يشهد عليكم يوم القيامة، فإذا عصيتم وكفرتم أخذناكم أخذاً وبيلاً، كما أرسلنا إلى فرعون موسى وهارون.