سورة المدثر
  
  إلا قال: ياساحر، فاشتد ذلك عليه ÷، فخرج حتى أتى منزله فطرح نفسه وتدثر بلحافه من شدة الغم وما نزل به لقولهم من الهم، فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ ..}» انتهى.
  {قُمْ فَأَنْذِرْ} معناها على رواية الإمام الهادي #: الأمر بالنهوض إلى قومه وعشيرته لينذرهم، ولا يحمله تكذيبهم له على تركهم فهو أمر له بالثبات على موقفه، والإنذار: تبليغهم أن اللّه سيعذبهم في نار جهنم خالدين فيها أبداً، ولا نجاة لهم إلا بالإيمان ورفض الشرك وتقوى الله.
  {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} عظم ربك بعبادته وحده وبتكبيره بأن تقول: «اللّه أكبر» ولعل المراد: تكبير الصلاة، ولذلك أتبعه بقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال الإمام الهادي #: «{وَثِيَابَكَ} فهي هذه الثياب الملبوسة المعروفة باسمها المفهومة بذكرها» انتهى، قلت: وهذا يفيد: أنه المعنى الحقيقي فلا يعدل عنه إلاَّ لقرينة صارفة.
  (٥ - ٧) {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} قال الإمام الهادي #: «{وَالرُّجْزَ} هو كل نجس معلوم من وثن أو صنم أو شيء محرم مفهوم ..» إلخ كلامه في هذا المعنى.
  وقال الجوهري في (الصحاح): «الرجز: القذر مثل الرجس» انتهى، وهو موافق لكلام الإمام الهادي # وهو على قراءة نافع بكسر الراء.
  فأما {الرُّجْزَ} بضم الراء فقيل معناه: العمل المؤدي إلى العذاب، وأن الرجز هو العذاب، والمراد اهجر ما يؤدي إلى العذاب، والمعاني متفقة على هجر الرجس من الأوثان وسيئات الجاهلية.