سورة الإنسان
  
  و {الْأَرَائِكِ} قال فيها الإمام الهادي #: «و {الْأَرَائِكِ} فهي الأرائك المعروفة التي تضرب في صدور البيوت، يرقد فيها ويتكأ عليها ويرخى جوانبها على من فيها من أهلها وتذال جوانبها وأغشيتها، وهي تكون كلها من الحرير ..» إلى أن قال #: «.. وقد قال غيرنا: أن {الْأَرَائِكِ} هي الأسرة، وليس بمعروف في اللغة ولله الحمد» انتهى.
  قلت: فعلى هذا تكون {الْأَرَائِكِ} فوق السرر، فلا تعارض بين التفسيرين في الواقع إلا في مفهوم {الْأَرَائِكِ} وفي (لسان العرب): «قال المفسرون: {الْأَرَائِكِ} السرر في الحجال.
  وقال الزجاج: {الْأَرَائِكِ} الفرش في الحجال.
  وقيل: هي الأسرة. وهي في الحقيقة الفرش كانت في الحجال أو في غير الحجال. وقيل: الأريكة: سرير منجد مزين في قبة أو بيت فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة» انتهى.
  قلت: هذا القيل لـ (صاحب الصحاح) قال فيها: «والنجد: ما ينجّد به البيت من المتاع أي يزيّن، والتنجيد: التزيين، قال ذو الرمة:
  حتى كأنّ رياضَ القفِّ البَسَها ... مِن وَشْيِ عبقر تجليل وتنجيد»
  انتهى باختصار، وقول الإمام الهادي #: «ويُرخَى جوانبها على من فيها من أهلها ..» إلخ، لعله يعني: عند النوم للتدثر، وهذا في الدنيا، وذكر الاتكاء يدل على راحتهم فلا سفر شاق ولا مزاولة أعمال، ولا حاجة للذهاب لتحضير الحاجات، بل لهم خدم يأتونهم بما طلبوا، ولا ينافي هذا تنقلهم في بعض الحال، وتجولهم في الجنات للتزاور أو الانتقال من قصر إلى قصر أو نحو ذلك، والروايات في هذا تفيده.