التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الإنسان

صفحة 325 - الجزء 7

  نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ٢٠ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ٢١ إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ


  وهذا من المجاز، كأن الخلود لا يكون إلا بالسلامة من الآفات، وكأن الآفات هي التي تهلك الإنسان، فاستعمل الخلود في لازمه الذي هو السلامة من الآفات، ولعل منه قوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ}⁣[ق: ٣٤] وأما الراغب الأصفهاني فقال: «الخلود: هو تبرئ الشيء من اعتراض الفساد وبقاؤه على الحالة التي هو عليها، وكل ما يتباطأ عنه التغيير والفساد تصفه العرب بالخلود ..» إلخ.

  {إِذَا رَأَيْتَهُمْ} إذا رآهم الرائي أي شخص كان، أو المراد رسول الله ÷ {حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} لقوة مشابهتهم للؤلؤ في صفائه وبياضه وجماله يحسبهم لؤلؤاً، إما في أول خاطر قبل التحقق في الرؤية، أو يحسبهم خلقوا من لؤلؤ منثور، والمنثور: الذي نثر من صدفه فهو في غاية الجمال لنظافته وجدته، أو أن الخدم المتفرقون في المكان شبهوا باللؤلؤ المنثور المتبدد، وفي هذه الآية {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ} وفي التي قبلها {وَيُطَافُ} لأن الأولى لذكر ما يطوفون به لا للخدم، والثانية لوصف الخدم.

  (٢٠) {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} {ثَمَّ} أي هناك في الجنة إذا رأيت رأيت قصوراً من ذهب وفضة، وآنية من ذهب وفضة، ولباساً من الحرير، وممالك كبيرة، وخدماً، وأشياء يعرف بها تعظيم أهلها وتكريمهم، وأنهم ملوك لما تحتهم من الممالك والخدم.

  (٢١) {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ} وفي