التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الإنسان

صفحة 326 - الجزء 7

  


  (سورة الكهف): {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ}⁣[آية: ٣١] وكلاهما من الحرير، قال تعالى: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}⁣[الحج: ٢٣] وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @) لقوله تعالى: {بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}⁣[الرحمن: ٥٤]: «والاستبرق ليس في صفاقة الديباج، ولا خفة الفريد» انتهى.

  وقد اختلفت أقوال المفسرين في تفسيرها، فبعضهم فرق بينهما باللون، وبعضهم بالصفاقة والرقة، ولكن يظهر اتفاقهم على: أنهما من الحرير، ويمكن أن السندس كله أخضر، وأما الإستبرق فبعضه أخضر وبعضه أحمر - والله أعلم.

  قال الإمام الهادي #: «والسندس والإستبرق: فهو من الحرير والديباج، غير أن السندس أخضر والإستبرق أحمر» انتهى، وفي (تفسير الشرفي) لـ (سورة الكهف): {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ}⁣[آية: ٣١]: «والمراد منه سندس الآخرة وإستبرق الآخرة، والأول: هو الديباج الرقيق، وهو [من] الحرير، والثاني: هو الديباج الصفيق» انتهى، وعبارة سيد قطب: «والسندس: الحرير الرقيق، والاستبرق: ما غلظ منه» انتهى، وقال (صاحب القاموس) في السندس: «معرب بلا خلاف».

  {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} {حُلُّوا} جعل لهم حلية يلبسونها زينة لهم و {أَسَاوِرَ} جمع سوار وهو من الحلية الذي يلبس على المعصم أي مكان الساعة من اليد في هذا الزمان، وقد جاء في السابقين في (سورة فاطر): {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ}⁣[آية: ٣٣] وفي (سورة الحج) عموم للذين آمنوا وعملوا الصالحات: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ}⁣[آية: ٢٣].

  فيحمل: على أن لهم أساور منوعة ذهب وفضة، ولكل منهما حسنه، ولعل الذهب لا يكون أعز من الفضة لكثرتهما وسهولة حصولهما، ولعله السر في ذكر الفضة وحدها أنها هناك تبلغ درجة الذهب.