التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المرسلات

صفحة 338 - الجزء 7

  لَوَاقِعٌ ٧ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ٨ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ٩ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ١٠ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ١١ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ١٢ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ١٣


  فحاصل القسم من أول السورة: القسم بآيات اللّه الدالة على قدرته على النشأة الآخرة، وبآيات اللّه التي يفرق بها بين الحق والباطل، ومن الحق: وعد اللّه ووعيده، وصدق رسله وغير ذلك، ومن الباطل: جحد الكفار لذلك، وبالملائكة الذين ينزلهم اللّه لإلقاء الذكر إلى رسله والإعذار والإنذار، وجواب القسم قوله سبحانه:

  (٧) {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ} وهو البعث والجزاء، وما وعد اللّه به في الآخرة، ومناسبة القسم لهذا الجواب ظاهرة، أما القسم بدلائل قدرته تعالى من الرياح وإرسالها من الجهات الأربع، والرياح العاصفات، والسحاب الممطرات فواضح، وأما القسم بآيات اللّه العام لها، فلأنها قسمين: آيات عقلية كالتي ذكرها ودلالتها عقلية كما ذكرت، وآيات سمعية وهي تدل على البعث بما فيها من الوعد بالبعث، وبما فيها من دلائل عقلية تدل على صدق الوعد والوعيد، نحو: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ}⁣[الأنبياء: ١٦] وبما فيها من ذكر دلائل قدرته تعالى، وإحاطة علمه بكل شيء، وغير ذلك كثير كثير لأهمية الإنذار والتبشير، فمناسبة القسم بآيات اللّه على وقوع الموعود به ظاهرة.

  وأما القسم بالملائكة فمرتب على القسم بآيات اللّه الدالة على نزول الوحي من اللّه، وتنزيل الملائكة به ومناسبته، من حيث أن الملائكة لا تتنزل بالإنذار والإعذار، إلا لأنه أمر عظيم من اللّه سبحانه نزلها به، فهو صدق وحق لا يخالطه كذب ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، نزلت بها