سورة المرسلات
  
  الرسل الأمناء الكرام بخلاف الكهانة التي توحيها الشياطين وكون الملائكة لا تتنزل إلا بالحق أمر مستقر في أذهان البشرية، ولهذا قالوا: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلاَئِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}[الحجر: ٧].
  (٨) {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ} محيت، أي محقت وذهب نورها عند انتثارها.
  (٩) {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ} شقت عند وقت تمزقها وطيها.
  (١٠) {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ} بالرجفة التي تدكها، قال في (الكشاف): «كالحب إذا نسف بالمنسف» انتهى.
  (١١) {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} هذه الظروف {فَإِذَا} {وَإِذَا} {وَإِذَا} {وَإِذَا} تفريع على قوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ} فجوابها يدل عليه السياق، أي جاء الموعود به، كما في (سورة الحاقة): {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}[الحاقة: ١٥].
  وقوله تعالى: {أُقِّتَتْ} أي جاء وقتها لتأدية ما يكون منها ولها، حيث تشهد على من جاءتهم من الأمم وشاهدت أعمالهم، وحيث تسأل {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ}[المائدة: ١٠٩] وحيث يفصل بينهم وبين المكذبين {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ}[النحل: ٣٩] وحيث يسألون وتسأل أممهم، كما قال تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[الأعراف: ٦] وحيث ينصر اللّه الرسل والذين آمنوا وغير ذلك، فقد بلغت الرسل ميقات ما وعدت به، ثم عظم اللّه هذا الميقات الموعود به، فقال تعالى: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ}
  (١٢) {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} أي {أُجِّلَتْ} ليوم، أيِّ يوم، أي ليوم عظيم أجلت جعل إجلالها ليحصل ما سيكون منها وغير ذلك كما ذكرنا، والتأجيل: جعل الأجل لذلك، وهو خلاف التعجيل فالتأجيل في هذه الدنيا عند نزول القرآن والوعد بالآخرة والفصل فيها، وأما التأقيت فيوم القيامة كما مر، ثم فسر تعالى اليوم الذي عظمه بقوله: {لِأَيِّ يَوْمٍ} فقال تعالى: