سورة النازعات
  الرَّادِفَةُ ٧ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ٨ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ٩ يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ١٠ أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً ١١ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ
  والراجح: أن المراد بها خيل الجهاد في سبيل اللّه؛ لقوله تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} وقد فسرت هذه الأقسام بالملائكة وهو بعيد؛ لأن الآيات خطاب للعرب في أول نزول القرآن وهم لا يعرفون هذه الصفات للملائكة حتى تتبادر إلى أذهانهم، بخلاف صفات الإبل والبقر والخيل، فهي ظاهرة وهي التي تتبادر إلى أذهانهم لكونها معهودة عندهم - والله أعلم - وجواب القسم: ما دلت عليه الآيات بعدها، أي لتبعثن وتجزون بما قدمت أيديكم.
  (٦) {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} الرجفة الأولى رجفة الأرض عند الصيحة الأولى التي يصعق عندها من في السماوات والأرض إلا من شاء اللّه، وسميت الأرض {الرَّاجِفَةُ} لأنها لابد أن ترجف عن قريب، كما قال تعالى: {أَزِفَتِ الآزِفَةُ} لقربها.
  (٧) {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} تتبع رجفتها الأولى الرجفة {الرَّادِفَةُ} أي التي تعقبها عند الصيحة الثانية المعبر عنها بقوله تعالى: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى}[الزمر: ٦٨] وسميت (رادفة) لقربها من الأولى، فهي رادفة كالراكب بعد الراكب على دابة واحدة.
  (٨) {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ} {وَاجِفَةٌ} مضطربة من الفزع، وهي قلوب الفجار.
  (٩) {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} أي أبصار أهلها {خَاشِعَةٌ} ذليلة خاضعة، بعد التكبر في الدنيا، والعصيان والإباء من طاعة اللّه.