سورة النازعات
  خَاسِرَةٌ ١٢ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ١٣ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ١٤ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ١٥ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ١٦ اذْهَبْ إِلَى
  (١٠) {يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} {يَقُولُونَ} أي في الدنيا يقول الكافرون: {أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} أي في الحياة نرد بعد الموت، قال في (الكشاف): «قيل لمن كان في أمر فخرج منه ثم عاد إليه: رجع إلى حافرته أي طريقته وحالته الأولى، قال:
  أحافرةٌ على صلع وشيب ... معاذ اللّه من سفَهٍ وَعَارِ
  يريد أرجوعاً إلى حافرة» انتهى، وفي (تفسير محمد بن القاسم بن إبراهيم $): «أراد يكذبون بالرد لهم في الحافر - ثم قال -: والحافرة: التي تحفر على السرائر وتظهرها» انتهى.
  (١١) {أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً} استبعدوا إحياءهم بعد أن صاروا {عِظَامًا نَخِرَةً} فقولهم: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ} سؤال نفي وإنكار، ولما كان هذا يتكرر منهم جاء هنا بالفعل المضارع الذي هو فعل العادة المتكررة، والعظام النخرة: التي قد بليت ودمرت، قال في (الصحاح): «نخِر الشيء - بالكسر - أي بلي وتفتت، يقال: عظام نخرة» انتهى.
  (١٢) {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} أي قالوا: تلك إذا كانت تقع، فهي {كَرَّةٌ} أي عودة {خَاسِرَةٌ} أي نخسر فيها، فهم لشدة تكذيبهم يزعمون أنها لو كانت حقاً ما اجترئوا على تكذيبهم بها؛ لأنه يؤدي إلى خسارهم، فالمعنى: أنهم بزعمهم مطمئنون أنها لن تكون، وهم أهل عقول ونصح لأنفسهم فلم يكذبوا إلا لأنهم واثقون أنها لن تكون، ونظير هذا استعجالهم بها تكذيباً بها.