سورة النازعات
  السَّمَاءُ بَنَاهَا ٢٧ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ٢٨ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ٢٩ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ٣٠ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ٣١ وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ٣٢ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ٣٣ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ
  (٢٣) {فَحَشَرَ فَنَادَى} حشر قومه فناداهم بإفكه وتضليله.
  (٢٤) {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} يخوف قومه من اتباع موسى، وليس يعني: أنه الذي خلقهم، وإنما أراد أنه مالكهم الأعلى؛ ليحذروا بطشه، وجرى كلامه مجرى المشاكلة لقول موسى: {إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الزخرف: ٤٦]، ومعناه: نفي رب العالمين وإثبات نفسه بدله في ملكهم والقدرة عليهم، وحين قابل الآيات بالتكذيب من أول الأمر بعد وضوح الحق وتمرد على اللّه خذله، فتطور في باطله واستمر على مكابرته.
  (٢٥) {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} {نَكَالَ} مصدر مؤكد؛ لأن معنى: (أخذه اللّه) نكَّل به عقوبة الآخرة والأولى، ومعنى {الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} إما {الْآخِرَةِ} من جرائمه {وَالْأُولَى} منها أي أخذ بجرائمها كلها وقدمت الآخرة؛ لأنها سبب تعجيل العذاب لأنه في الآخرة حشر قومه ليقتلوا موسى وقومه فطردوهم حتى البحر فأغرقهم اللّه، ويحتمل {الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} أنه أخذه أخذاً يستمر، فأوله في الدنيا الغرق وما اقترن به من إهانته، وآخره عذاب النار الدائم، وفيما بين ذلك يعرض على النار غدواً وعشياً، فهو أخذ الدنيا والآخرة.
  (٢٦ - ٢٧ - ٢٨ - ٢٩ - ٣٠ - ٣١ - ٣٢ - ٣٣) {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}.