سورة عبس
  صَبًّا ٢٥ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ٢٦ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ٢٧ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ٢٨ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ٢٩ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ٣٠ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ٣١ مَتَاعًا لَكُمْ
  (٢٢) {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} خلقه خلقاً جديداً يوم القيامة.
  (٢٣) {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} ردع للإنسان عن غفلته عن الآخرة أو كفره بها، مع أنها الخطر العظيم عليه، وهو لم يتم ما أمره اللّه به، وجاءت {لَمَّا} هنا لأن الإنسان ما زال في مدة الاختبار يمكنه أن يتم ما أمره في بقية عمره فأما (لم) فوقتها حين يموت مقصراً، ولكن السياق في دعوة الحي إلى الإيمان والطاعة والشكر، فالكلام فيمن يصلح لذلك لا فيمن قد مات.
  (٢٤) {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} كيف أوجدناه له نعمة وآية.
  (٢٥) {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا} وهذا توقف على جعله في السحاب لينزل منها إلى الأرض، فيعم المال والمراتع وغيرها، وذلك دليل على قدرة اللّه مع كونه نعمة؛ لأنه يسقي الأنعام والناس والأشجار والمرعى.
  (٢٦) {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} بإخراج الزرع من بين الأرض عند نباته، فالزرعة اللينة الضعيفة تطلع في منبتها فتشقه وتفرق اتصاله بقدرة اللّه تعالى، وما جعل فيها من قوة الخروج من بطن الأرض.
  (٢٧) {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا} بعد خروج الزرع وصلاحه لإنبات الحب وإخراجه منه، والحب أهم طعام الإنسان.
  (٢٨ - ٣١) {وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} أي جملة ما ذكر متاعاً لنا ولأنعامنا التي سخرها لنا لنأكل منها، فتم بيان طعام الإنسان المهم، وأما القضب والأب فهو للأنعام، وقد يأكل بعض الناس من القضب، والزيتون يؤكل ويستعمل دهنه دهناً للشعر والبدن وصبغاً للآكلين،