التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة التكوير

صفحة 403 - الجزء 7

  تَنَفَّسَ ١٨ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ١٩ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ٢٠ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ٢١ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ٢٢ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ


  قلت: لعله يعني مثل الثريا تطلع في الشتاء وتغيب في الصيف، وقد بسط هنا ما اختصره في (الكشاف) و (مفردات الراغب).

  (١٧) {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} في (المصابيح): «عن محمد بن القاسم #: عسعسة الليل إدباره وتوليه عند آخره» انتهى، وهو الذي اختاره (صاحب الكشاف).

  (١٨ - ٢١) {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ۝ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ۝ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ۝ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} إذا طلع نوره منتشراً كأنّ الصباح تنفس به، وقال (صاحب الكشاف): «إذا أقبل الصبح أقبل بإقباله روح ونسيم، فجعل ذلك نفساً له على المجاز» انتهى، ومعنى القسم بهذه الأشياء أنها آيات تدل على قدرة اللّه المدبر للنجوم، والليل، والنهار.

  وجواب القسم قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ۝ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ۝ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} في (المصابيح): «عن محمد بن القاسم # أن الرسول جبريل #» وكذا (صاحب الكشاف) وهو كذلك في (تفسير الإمام زيد بن علي #) ومعنى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ} أنه قارئه على النبي ÷ ومبلغه، ومعنى {رَسُولٍ} أنه رسول من اللّه إلى رسوله محمد ÷، ومعنى أنه {كَرِيمٍ} أنه تقي كريم الأخلاق صاحب بر وإحسان ذي قوة عظيمة لتحمل ما حمله من تبليغ الرسالة وما كلف به من عبادة اللّه.

  ومعنى أنه {مَكِينٍ} عند ذي العرش أن له مكانة وقدراً عظيماً وزلفى، وهو مكانة الفضل والشرف والوجاهة عند اللّه، فهو قرب معنوي لا حسي؛ لأن اللّه لا يختص به مكان.