سورة الانشقاق
  أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ١٠ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ١١ وَيَصْلَى سَعِيرًا ١٢ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ١٣ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ١٤ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ١٥ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ١٦ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ١٧ وَالْقَمَرِ إِذَا
  (١٠) {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ} هذا لا يعارض آية إيتاء كتابه بشماله، فهو يجتمع له الأمران يناول من خلفه ليأخذه بشماله، فتلك علامة سوء العاقبة.
  (١١) {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا} يقول: «يا ثبوراه» كما يقول: «يا ويلاه» لأنه قد فاته كل خير، وهو صائر إلى العذاب الدائم قد خسر نفسه، إذ حياته ليست له وإنما هي ليجزى بما أسلف، فهو أعظم الهلاك.
  والثبور: الهلاك، والدعاء: دعاء الندب مثل: «وارأساه» وفي (تفسير محمد بن القاسم @) فسر (الثبور): بالويل، وحقيقته: الشقاء في العذاب ولذلك قال تعالى: {لاَ تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا}[الفرقان: ١٤].
  (١٢) {وَيَصْلَى سَعِيرًا} يباشر النار سعيراً مسعرة موقدة ملتهبة.
  (١٣) {إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا} لا يخاف الآخرة ولا يبالي بجرائمه، وإنما همه أغراضه الدنيا وسروره بما نال منها.
  (١٤) {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} أن لن يرجع إلى ربه ليسأله ويجازيه، فأمن الجزاء، وتجرأ على الفجور.
  (١٥) {بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} {بَلَى} تكذيب لظنه {أَنْ لَنْ يَحُورَ} أي بلى أنه يحور {إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} لم يخلقه عبثاً ولم يهمله وقد أكمل له عقله وأرسل رسله وأنزل كتبه فما بقي له بد من الجزاء كما اقتضته الحكمة.