التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الانشقاق

صفحة 440 - الجزء 7

  اتَّسَقَ ١٨ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ١٩ فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٢٠ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ٢١ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ٢٢ وَاللَّهُ


  (١٦ - ١٨) {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ۝ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ۝ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} هذا قسم بهذه الحوادث التي هي دليل على الذي أوجدها و (الشفق): حمرة الأفق الغربي بعد غروب الشمس، وهي حمرة قوية من أثر ضوء الشمس مع اقترابه من الأرض وزاده وضوحاً سواد الليل، فهو دليل على الذي غيب الشمس وجاء بالليل بعد يوم من النهار، والقسم بالليل لما فيه من الآية لأن فيه منفعة للحيوان والشجر لما فيه من راحة الناس من الأعمال وسكونهم عن الحركة والتفكير بالنوم في الليل، والقسم بما وسق، ومعنى {وَسَقَ} جمع، والليل يجمع أنواعاً من المخلوقات مختلفة كثيرة وكلها آيات تدل على الخالق وتنتفع بالليل، وفي (تفسير محمد بن القاسم @): «وتفسير وسق فيه: هو كلما كفت الليل من الخلق عند وقوعه عليه» انتهى. ولعل التفسير بقوله: كفت، أحسن لإشارته إلى فائدة الليل.

  وقوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} ففي (تفسير محمد بن القاسم @): «فاتساق القمر هو تمام نوره، وما يكون من استدارته واتساقه بعد ذهاب نوره في آخر الشهر وامتحاقه» انتهى.

  (١٩) {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} هذا جواب القسم، في (الصحاح): «والطبق الحال، ومنه قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} أي حالاً عن حال يوم القيامة» وفي (تفسير محمد بن القاسم @) للآية: «هو ما ينتقل فيه بالبشر الحالات من الحياة الدنيا التي هم فيها، ثم ما يصيرون إليه من الذهاب والممات، ثم ما يصيرهم اللّه إليه من البعث والنشور بعد البلى في القبور» انتهى.