سورة الطارق
  ١١ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ١٢ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ١٣ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ١٤ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ١٥ وَأَكِيدُ كَيْدًا ١٦ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ١٧
  (٨ - ٩) {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} كما خلقه من الماء المذكور، و {رَجْعِهِ} خلقه حياً تارة أخرى ورجعه يكون {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} أي يرجعه يوم تبلى السرائر من النيات والعقائد، وكل ما أسر العبد في هذه الدنيا {تُبْلَى} تعرف ويتبين خبرها خيرها وشرها وفائدتها وضرها، كقوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ}[يونس: ٣٠].
  وفي (الصحاح): «بلوته بلواً: جرَّبته واختبرته» انتهى، وفي (المصابيح) في تفسير قول اللّه تعالى: «{هُنَالِكَ تَبْلُو ..}[يونس: ٣٠] أي تختبر وتذوق» انتهى.
  (١٠) {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ} {فَمَا} للإنسان {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} {مِنْ قُوَّةٍ} يدفع بها عن نفسه الجزاء {وَلَا} له {نَاصِرٍ} ينصره ليخلصه من العذاب.
  (١١ - ١٢) {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} هذا قسم بالسماء والأرض، و {الرَّجْعِ} رجع النيرات الشمس والقمر والنجوم التي تغيب وترجع، أو رجع الخنس منها بعد خنوسها، فهذه النيرات تنسب إلى السماء، وقد فسر {الرَّجْعِ} بالمطر ولكنه ينسب إلى الجو، قال تعالى في السحاب: {فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ}[الروم: ٤٨] ودعوى بعضهم: أن المطر من السماء الدنيا غير معروف، وتفسيره بعض الآيات بذلك تفسير بالمحتمل، بل المعهود الجو للمطر، والقسم ينصرف إلى المعنى المعهود عند السامعين، ورجع النيرات: أي إرجاع اللّه لها بما دبر لها من الجري في أفلاكها آية عظيمة لاستمراره وإحكام نظامه.