سورة الغاشية
  ١٥ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ١٦ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ١٧ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ١٨ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ١٩ وَإِلَى الْأَرْضِ
  (١٢) {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} هذا اختصار للسامعين في أول نزول الوحي لقلة تحملهم للتطويل، ولذا ترى في هذه السور (المكية) إيجازاً بليغاً، ويحتمل: أن هذه العين يكون منها أنهار كثيرة متفرعة بعيدة المدى بالغة كل جنة، والمراد بها في هذا السياق: عين الماء التي تجري من تحت الجنة، أما غيرها فقد طوي ذكره، وأشير إليه بذكر الأكواب إن كان المراد بها أكواب المشروبات المختلفة.
  (١٣ - ١٤) {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ} هنا ذكر المساكن والسرر ترفع ليرى من عليها الجنات والإخوان - والله أعلم - وقد روي أن طول السرير أربعون ذراعاً، وأنه ينخفض لصاحبه حتى يجلس عليه ثم يرتفع، هذا معنى الحديث، والأكواب: جمع كوب، وهي التي يشرب بها {مَوْضُوعَةٌ} حاضرة معدة للشرب، ولعلها تناولهم الولدان.
  (١٥) {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ} الأقرب: أنها وسائد الظهور تكون {مَصْفُوفَةٌ} بعضها إلى بعض متناسبة صفاً، ويحتمل: أنها أعظم من وسائد الظهر بعضها تحتهم وبعضها ظهور، كما ذكره الإمام الهادي # في ضمن وصف (الأرائك).
  (١٦ - ١٧) {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} زرابي: بسط عراض نسميها اليوم مفارش جميلة منقشة، ولما ذكر سبحانه {الْغَاشِيَةِ} وما يكون فيها، أتبعها بما يدعو إلى الإيمان بقدرة اللّه تعالى على الإتيان بها، تأكيداً لصدق الوعد والوعيد بالدليل العقلي، فقال تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} أي نظر اعتبار وتفكر، فهم يرونها ذات صور مناسبة لوظائفها، وخلق مناسب لعملها.