التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الفجر

صفحة 478 - الجزء 7

  ٧ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ٨ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ٩ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ١٠ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ١١ فَأَكْثَرُوا فِيهَا


  (٣) {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} يحتمل: كل المخلوقات، ويحتمل: العبادات المشروعة شفعاً، والعبادات المشروعة وتراً، كصلاة الوتر، والطواف بالبيت، والسعي، وهذا قريب لأجل السياق.

  (٤) {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْر} حيث يأتي أوله ويتقدم شيئاً فشيئاً حتى يعم ويستحكم، ثم في آخره يتقدم إلى جهة المغرب ويكتفت من المشرق، فكأنه سرى علينا بأوله ووسطه وآخره وإقباله وإدباره وهذا دليل على قدرة اللّه وعلمه، حيث جاء به بقدر، وأبقاه بقدر، وأذهبه بقدر.

  (٥) {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} سؤال تقرير على عظمة هذه الأشياء، وأنها من حيث هي آيات عظيمة تستحق القسم بها، وذو الحجر: ذو العقل.

  (٦) {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} هذه وما بعدها دليل جواب القسم، فتفهم: أنه وعيد بالعذاب للمفسدين، ومعنى كيف فعل بعاد: كيف أهلكها.

  (٧) {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} {إِرَمَ} أي عاد إرم، وهم قوم عاد الذين أهلكوا بالريح العقيم {ذَاتِ الْعِمَادِ} جمع عمود أي عاد ذات العماد، والعماد: إما أعمدة خيامهم إن كانوا بدواً يسكنون المظالّ التي ترفع بالعماد، وإما أعمدة عظيمة من الأحجار يبنونها ويرفعون بناءها، يفتخرون بقوتهم على من بعدهم، كما قال تعالى فيهم: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ}⁣[الشعراء: ١٢٨] ولا يشكل هذا على الأول؛ لاحتمال أنهم كانوا لقوتهم لا يحتاجون البيوت وتكفيهم المظال - والله أعلم.