التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الفجر

صفحة 479 - الجزء 7

  الْفَسَادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ١٤ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ


  (٨) {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} وهي قبيلة عاد الذين كانوا في قوتهم وكمال بنيتهم أعظم من كل من خلقه اللّه في البلاد، ولذلك {قَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً}⁣[فصلت: ١٥].

  (٩) {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} أي وكيف فعل ربك بثمود {الَّذِينَ} أي قطعوا {الصَّخْرَ بِالْوَادِ} والواد: إما اسم بلدهم فيكون قطعهم للصخر ليبنوا به بيوتاً، وإما واد حقيقة فيكون قطعهم للصخر فيه قطع صخر عظيم كان يحول السيل إلى غير ما يريدون، فقطعوا الصخر لينزل من مكانه الماء إلى حيث أرادوا - والله أعلم.

  قال محمد بن القاسم # في (تفسيره): «وثمود فقوم صالح - صلى اللّه عليه - والواد: فبلد في بعض نواحي الحجاز معلوم معروف، ويقال له: وادي القرى، وبلد ثمود موضع منه يسمى الحجر ..» إلخ.

  (١٠) {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} أي وكيف فعل ربك بفرعون، وهو فرعون الذي أغرقه اللّه وقومه و {الْأَوْتَادِ} الأهرام التي في مصر شبهت بالجبال، وإما أوتاد من الحديد كان يوتد بها من يعذبه بها في يديه ورجليه يوتده بالأرض، وهذا أنسب للسياق في عاد وثمود وفرعون كلهم.

  (١١) {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ} تجاوزوا الحد في الظلم والفساد.

  (١٢) {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} بإفساد الناس، وصدهم عن سبيل اللّه، وحملهم على الباطل، وظلمهم بأنواع الظلم.