سورة الشمس
  وَمَا سَوَّاهَا ٧ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ٨ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ٩ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ١٠ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ١١ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ١٢
  (٤) {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} يغشى الجهة هذه التي أنتم فيها لتسكنوا فيه والنهار يجلي الأرض ناحية بعد ناحية أي المسكون منها، والليل يغشى كذلك، وهذا لأن الضمير يعود إلى المعهودة المسكونة إضاءتها وإظلامها.
  (٥ - ٧) {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} قسم بالسماء بعطفها على المقسم به في (تفسير الإمام القاسم #): «{وَمَا بَنَاهَا} فهو وما هيأها من حكمة اللّه وتدبيره ورحمة اللّه وتقديره، قال #: وتأويل {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} فهو والأرض وما دحاها، ودحو الشيء: هو بسطه وتمهيده ونشره وتمديده - قال # ـ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} فهو الأنفس التي قد علمناها وهي التي إذا فارقت وزالت ماتت أجسادها» انتهى باختصار.
  (٨) {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} علمها الحسن والقبيح، فعرفت بذلك {فُجُورَهَا} إن علمته {وَتَقْوَاهَا} إن اجتنبت فجورها، وهذا التعريف من اللّه سبحانه بالعلم الذي جعله فيها علم ما هو حسن وما هو قبيح من أعمالها التي كلفت بالحسن منها واجتناب القبيح، والعلمان قسمان: بديهي في النفس: وهو مبادئ العلوم وهو يحصل للنفس بغير اكتساب، واكتسابي: وهو ما يحصل بالاستدلال وإلهامها آية.
  أما البديهي: فهو من فعل اللّه، وأما الاكتسابي فالله تعالى هو الذي جعل النفس قادرة على اكتسابه وألهمها كيف تنظر، فكلاهما آية.