سورة الشمس
  فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ١٣ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ١٤ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ١٥
  (٩ - ١١) {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} هذا جواب القسم {أَفْلَحَ} فاز وظفر بالخير {زَكَّاهَا} أصلحها وطيبها بالإيمان والعمل الصالح والتقوى {خَابَ} خسر وفاته كل مطلب، دسى نفسه؛ قالوا: أصله من الدس، وفسروه: بإخفاء النفس بالفجور، كأنها نقصت وخملت، فكأنه دسها فأخذوا من الدس الإخفاء.
  أما الإمام القاسم # فقال: «وتأويل تدسيتها: فهو من تطغيتها» فمعناه على قوله: إدخال النفس في مضايق الجور والطغيان واعتباره ضيقاً باعتبار عاقبته في الدنيا والآخرة، وفي (لسان العرب): «دسى يدسي نقيض زكا» انتهى، وهذا أقرب من ناحية السياق والمقابلة، وحاول (صاحب الكشاف) إثبات المناسبة على التفسير الأول، فقال: «والتزكية: الإنماء والإعلاء بالتقوى، والتدسية: النقص والإخفاء بالفجور» انتهى، وهذا لمحاولة إرجاعه إلى معنى التدسية.
  ثم ذكر تعالى قصة بعض من دسى نفسه فخاب وهلك، ليدل على أنه قد خاب من دساها، فقال تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} كذبت بآيات اللّه بسبب طغواها وجرائمها التي اجترمتها بطغيانها، فتجرأت على التكذيب، وخذلت لذلك، حتى أصرت واستكبرت وتجرأت على سبب هلاكها الأخير.
  (١٢ - ١٤) {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا} {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} في (تفسير الإمام القاسم #): «وتأويله: إذ قام لشقوته» وشؤمه، انتهى، والضمير لفريق من ثمود بدليل: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}