التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الليل

صفحة 508 - الجزء 7

  فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ٧ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ٨ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ٩ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ١٠ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ١١ إِنَّ عَلَيْنَا


  ألا ترى إلى قول قس بن ساعدة: «البعرة تدل على البعير، وآثار الأقدام تدل على المسير، أفسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، لا يدلان على اللطيف الخبير»؟! كيف قدم ذكر الدليل على المدلول، وكان ذلك مستحسناً في نظم الكلام.

  فأما قوله تعالى: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} وقوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}⁣[الشمس: ٧] فإنه حسن جميل، من حيث أن (الموصول) اسم مبهم صلته الدليل عليه إذا فُهِمَتْ فُهِمَ، فكان فهمه مترتباً على الدليل كما لو قدم الدليل.

  (٤) {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} إن عملكم لمتفرق متشتت حق وباطل.

  (٥) {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} {أَعْطَى} حيث شرع له الإنفاق {وَاتَّقَى} ربه بطاعته.

  (٦) {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} يحتمل: أن (الحسنى) هي اليسرى، أي الشريعة التي جاء بها محمد ÷؛ لأنه كان يدعو إليها، وكان المشركون مكذبين بها والمسلمون المصدقون بها قليل.

  (٧) {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} نهديه ونوفقه {لِلْيُسْرَى} التي آمن بها.

  (٨ - ٩) {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} {بَخِلَ} بماله عما يحق عليه {وَاسْتَغْنَى} عن التقوى ورأى أنه غير محتاج إليها لجهلة بالجزاء، {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} بالشريعة الحسنى والسبيل إلى ربه.

  (١٠) {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} للعاقبة العسرى، أو العقوبة العسرى، ونهيئه لها كقوله تعالى: {وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى}⁣[الأعلى: ١١].