سورة البقرة
  
  الفائدة الثانية: الدلالة على أن الله قد غضب عليهم، وعاقبهم بهذا الختم الذي هم معه لا يصيرون إلى خير.
  الفائدة الثالثة: الدلالة على أن الله تعالى غني عنهم لا يبالي بهلاكهم ولا بامتناعهم من الإيمان وكفرهم.
  الفائدة الرابعة: أن يتسلى الرسول ÷ عنهم ولا يتعب نفسه في محاولة إيمانهم كما قال تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}[الكهف: ٦] والتسلية هي من حيث الإشعار بأن الله خذلهم وشاء تركهم على كفرهم.
  الفائدة الخامسة: تشريف كلام الله العزيز المقتدر عن أن يكون ذكره لتمردهم يشبه الشكوى منهم.
  أما وجه صحة النسبة للمانع من الإيمان إلى الله فله وجهان: -
  الأول: أن الله فطر القلوب على أن تميل إلى ما عُوِّدت وتألف ما أُلِّفت كما فطرها على الشهوة والإلتذاذ بلذات الدنيا، فالقلب من هذه الجهة طوع لصاحبه، إما أن يوجهه إلى خير الآخرة وسعادتها والنجاة من النار فتكون رغبته في ذلك، وفيما يصرف عنه النار، وإما أن يوجهه إلى لذات الدنيا وأغراضها والسلامة من مشاق التكليف والراحة من العناء والانقياد للكبر وكراهية الانقياد لداعي الحق، فيتوجه القلب إلى ذلك ويكره ما صرف عنه في اعتقاده ورأيه وفيما يوسوس له الشيطان، فصحت نسبة المانع إليه سبحانه بهذا المعنى؛ لأنه هيّأ القلب وأعده لذلك بما فطره عليه وحسنت هذه النسبة لما ترتب عليها من الفوائد الخمس وغيرها، كالابتلاء بالمتشابه.