سورة النساء
  
  وقال في (الكشاف): «السفهاء: المبذرون أموالهم، الذين ينفقونها فيما لا ينبغي، ولا يَدَيْ لهم بإصلاحها وتثميرها والتصرف فيها» انتهى، وقوله: لا يدَي: أي لا طاقة.
  وقال الشوكاني في (فتح القدير) في تفسير: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ}[البقرة: ١٣] في تفسير السفاهة: «وهي رقة الحلوم، وفساد البصائر، وسخافة العقول» انتهى.
  وقال الشرفي في (المصابيح): «وقال المرتضى # - أي محمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين $ -: السفهاء ها هنا فهم الأبناء والإخوة الذين أوجب الله على الآباء النفقةَ عليهم إذا كانوا فقراء، فأمر الله ø إذا علموا منهم الإفساد لها أن لا يدفعوا إليهم منها ما يفسدون أو به على معصية الله يستعينون، والسفهاء فهم سفهاء الرأي وسفهاء العقول الذين لا تمييز لهم ولا نظر في أمور نفوسهم» انتهى.
  وظاهره: عموم السفه بالنقص الخُلقي، والسفه في الرأي بإهمال العقل، ويدل على الثاني قوله تعالى: {أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ}[البقرة: ١٣] وقوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ}[البقرة: ١٤٢] وقوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}[البقرة: ١٣٠].
  ومعنى: {جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} أي قواماً لمعيشتكم وصلاحاً، وقياماً لكم بأن تسلموا الضعف الذي يقعدكم عجزاً عن العمل أو تحيراً عن وسيلة ما يسد الخلة، فكأن الإنسان يعتمد في قيامه على ماله، فإذا عدم عجز عن القيام أو لم يجد ما يقوم لأجله، فالمال قوام له.