سورة النساء
  وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٩ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ١٠ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي
  (٩) {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} {وَلْيَخْشَ} حذف مفعوله؛ لدلالة السياق عليه أي: ليخشوا الله.
  وقوله تعالى: {الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا} عامٌّ في الأوصياء فعليهم أن يتقوا الله في اليتامى وأن يقولوا قولاً سديداً، وكذا فيمن حضر حين الوصية، فعليه أن يتقى الله ولا يأمر بخلاف الحق في الورثة بتحويزهم بإقرارٍ كاذب أو وصيةٍ غير جائزة، وكذا فيمن يتصل باليتامى أو بأموالهم ولو غير الأوصياء، فعليهم أن يتقوا الله في اليتامى فلا يظلموهم بضرب أو أذية أو دَعٍّ عن حق من حقوقهم أو تغريم بدعوى في مالهم أو دعوى دين على مورثهم أو غصب أو أي ظلم لهم {فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ} لأنه رقيب عليهم وسيجزيهم بما ظلموا، وكذا في ضعاف الورثة من النساء والشيوخ والمرضى وغيرهم {وَلْيَقُولُوا} لهم وفيهم {قَوْلًا سَدِيدًا} أي قولاً صواباً، ليس فيه ظلم، ولا أذى، ولا غلظة، ولا جفاء، بل قول معروف حق.
  (١٠) {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} هذا وعيد مؤكد لما تقدم من الأمر والنهي في قوله تعالى: {وَلاَ تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} وقوله تعالى: {فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا ...} الآية، وفي قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا ...} الآية، ولعل سبب التأكيد أمور: