الرسالة في نصيحة العامة
  البيهقي(١)، الحاكم(٢)، ولد سنة ٤١١ هـ/١٠٢٢ م، وتوفي سنة ٤٩٤ هـ/١١٠١ م، كان حنفياً في الفروع معتزلياً في الأصول، ثم انتقل إلى الزيدية، له مصنفات منها: (عيون المسائل)، و (شرح عيون المسائل) - وهو موسوعة كلامية أصولية -، و (التهذيب في التفسير)، و (تحكيم العقول في تصحيح الأصول)، و (جلاء الأبصار في تأويل الأخبار)، و (رسالة الشيخ أبي مرة إلى إخوانه المجبرة) ويسمى (رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس) - قيل كانت السبب في قتله - وغيرها والتي تصل نحو نيف وأربعين مصنفاً(٣)، وأغلبها صنف في حال اعتزاله.
  أما (الغرض من النصيحة) فقد بيّن المؤلف في مقدمته ذلك حيث قال: «فجمعت هذا الكتاب نصيحة لعوام الناس وخاصة الإخوة في الدين؛ لأن مراعاة الأخوة في الدين أولى من مراعة الإخوان في النسب قال الله - تعالى -: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ١٠١}(٤)، والنصيحة في الدين والدعاء إلى الحق من سنن المرسلين À.
  نوح # قال: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ}(٥)، وهود # قال: {وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ٦٨}(٦)، وصالح #
(١) بيهق: من كبار مدن نيسابور. معجم البلدان ج ١ ص ٥٣٧.
(٢) الحاكم في مصطلح أهل الأثر: «هو الذي أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية متناً وإسناداً، وجرحاً وتعديلاً وتاريخاً» شرح نخبة الفكر في مصطلحات أهل الأثر ص ١٢١، وقد يسمى القاضي حاكماً وللمؤلف مصنفات في الحديث يرجح من خلالها المعنى الأثري.
(٣) مطلع البدور ومجمع البحور ج ٤ ص ٤٠٤.
(٤) سورة المؤمنون: ١٠١.
(٥) سورة الأعراف: ٦٢.
(٦) سورة الأعراف: ٦٨.