الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الرسالة في نصيحة العامة

صفحة 13 - الجزء 1

  قال: {وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ٩٣}⁣(⁣١)، والرجل المؤمن قال لموسى: {فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ٢٠}⁣(⁣٢).

  وقد ورد: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم»، وروى أنس بن مالك عن النبي ÷ أنه قال: «ألا أخبركم بقوم ليسوا أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: الذين يحببون عباد الله إلى الله، ويحببون الله إلى عباده، ويمشون في الأرض نصحاً، قلنا: هذا الذي يحبب الله إلى عباده فكيف عباد الله إلى الله؟ قال: يأمرونهم بما يحب الله وينهونهم عما يكره الله، فإذا اطاعوهم أحبهم الله»، وجرير بن عبد الله الأنصاري أتى رسول الله ÷ ليبايعه فأخذ رسول الله ÷ بيده وقال: «النصيحة لكل مسلم إنه من لا يرحم الناس لا يرحمه الله»، وأنس كان يروي عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنه قال: «إن الدين النصيحة، ألا ان من لم ينصح فقد غش»»⁣(⁣٣).

  وأما المسائل الواردة في الكتاب في إطار النصيحة: فالبداية نظرة عامة لأحوال الناس وأسباب تأليف الكتاب.

  - مطلوب العقلاء ببيان النفع الذي يحسن طلبه والضرر الذي يتحرز منه.

  - أسباب نيل الثواب والنجاة من العقاب.


(١) سورة الأعراف: ٩٣.

(٢) سورة القصص: ٢٠.

(٣) ص ٢٨.