الرسالة في نصيحة العامة
  قال: {وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ٩٣}(١)، والرجل المؤمن قال لموسى: {فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ٢٠}(٢).
  وقد ورد: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم»، وروى أنس بن مالك عن النبي ÷ أنه قال: «ألا أخبركم بقوم ليسوا أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: الذين يحببون عباد الله إلى الله، ويحببون الله إلى عباده، ويمشون في الأرض نصحاً، قلنا: هذا الذي يحبب الله إلى عباده فكيف عباد الله إلى الله؟ قال: يأمرونهم بما يحب الله وينهونهم عما يكره الله، فإذا اطاعوهم أحبهم الله»، وجرير بن عبد الله الأنصاري أتى رسول الله ÷ ليبايعه فأخذ رسول الله ÷ بيده وقال: «النصيحة لكل مسلم إنه من لا يرحم الناس لا يرحمه الله»، وأنس كان يروي عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنه قال: «إن الدين النصيحة، ألا ان من لم ينصح فقد غش»»(٣).
  وأما المسائل الواردة في الكتاب في إطار النصيحة: فالبداية نظرة عامة لأحوال الناس وأسباب تأليف الكتاب.
  - مطلوب العقلاء ببيان النفع الذي يحسن طلبه والضرر الذي يتحرز منه.
  - أسباب نيل الثواب والنجاة من العقاب.
(١) سورة الأعراف: ٩٣.
(٢) سورة القصص: ٢٠.
(٣) ص ٢٨.