الباب الرابع عشر: في بيان مذهب أهل الحق ورجالهم
  زيد بن علي، وبعده كانوا في بيعة النفس الزكية، وأخيه إبراهيم $، وجُلَّ المعتزلة(١) كانوا متابعين لهم وفي بيعتهم ومختصين بهم، ولو ذكرنا تفاصيلهم لطال الكتاب، وكذلك من رجال الزيدية من رواة الأخبار كثير ممن أثبت أسماءهم في الكتب، فكان عمرو بن عبيد، ومطر الوراق، وبشير الرحال، كانوا مختصين بإبراهيم بن عبد الله @، وحكم المعتزلي كان مختصاً بعيسى بن زيد، وغيرهم كثير من العلماء.
  فأما من خرج من سادات العترة من الأئمة وممن كانوا أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولم يكونوا أئمة، وممن بايعهم ولم يتمكن خروجهم، ومن قتل في المعركة أو قتل في السجن أو قتل في بالسم، نذكرهم في باب معين، ونشير إلى أسمائهم بعد هذا؛ حتى يعرف من قرأ الكتاب من أحوالهم على سبيل الجملة، ولا يكون غافلاً عن أخبارهم.
(١) نقل عن بعض المعتزلة قولهم: «نحن زيدية» الحور العين ص ١٨٦، وقال أبو الحسين محمد بن عبدالرحمن الملطي العسقلاني - المتوفى سنة ٣٧٧ هـ -: «والفرقة الرابعة من الزيدية هم معتزلة بغداد يقولون بقول الجعفرية جعفر ابن مبشر الثقفي وجعفر بن حرب الهمداني ومحمد بن عبد الله الإسكافي وهؤلاء أئمة معتزلة بغداد وهم زيدية» التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ص ٣٤ - ٣٥.