باب في تعذيب أطفال المشركين
باب في تعذيب أطفال المشركين
  الأطفال كلهم إذا ماتوا من أهل الجنة سواء كانوا من أطفال المؤمنين أو أطفال الكفار، وقال قوم من المجبرة: إن أطفال الكفار من أهل النار.
  والدليل على أن الأطفال لا يستحقون النار: أنه لا ذنب لهم، وعقاب من لا ذنب له يكون ظلماً، وقال - تعالى -: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}(١)، وقال: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ١٥}(٢)، فعقابهم يكون ظلماً.
  فإن قال: إن الله - تعالى - يعلم أنهم إذا بلغوا كفروا.
  قلنا: عقاب من لا ذنب له يكون ظلماً.
  وأيضاً: لو علم الله - تعالى - من بعض أولاد الكفار أنه يؤمن إذا بلغ يجب أن لا يدخله النار، ويلزم على هذا أن من علم الله - تعالى - من أطفال المؤمنين أنه إذا بلغ أنه يكفر يدخله النار، وهذا فاسد.
  فإن قال: حكمهم حكم آبائهم في الدنيا، فكذلك في الآخرة.
  قلنا: حكمهم حكم آبائهم في الدنيا فيما ليس بعقوبة، فأما فيما كان فيه عقوبة فلا، ولذلك إذا سرق أبوه لا تقطع يده، وإذا زنا أبوه لا يحدّ بدل أبيه، وهذا يدل أن حكمهم لا يكون حكم آبائهم في باب العقوبات.
باب في الهدى والضلال
  الله - تعالى - لا يجوز أن يُضِل أحداً عن الدين، بل هدى الكل إلى الدين، وبيّن لهم طريق الحق المستبين، ووعد وأوعد، وبعث الرسل، ورّغب الناس إلى الدين بالثواب الدائم، وزجر عن الضلال في الدين والمعاصي، وأوعد عليها
(١) سورة الأنعام: ١٦٤.
(٢) سورة الإسراء: ١٥.