الرسالة في نصيحة العامة،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

باب الكلام في النبوة

صفحة 163 - الجزء 1

  أما الأول: في معرفة جواز البعثة: اعلم أنه - تعالى - إذا علم أن مصلحة المكلفين في شيء وجب عليه أن يبين ذلك، ولا يمكن بيانه إلا بأن يبعث رسولاً؛ حتى يبين ما كانت مصالحهم فيه، وإذا بعث رسولاً فلا بد أن يكون للمكلفين طريق إلى معرفة نبوته، ولا يكون ذلك الطريق إلا المعجزة.

  وللمعجزة أربع شرائط:

  أولها: أن تكون من فعل الله - تعالى -.

  والثاني: أن الخلق لا يقدرون على الاتيان بمثله.

  والثالث: أن يكون ناقضاً للعادة.

  والرابع: أن يكون المعجز بعد دعوى النبوة، كالعصا واليد البيضاء لموسى #، وإحياء الموتى لعيسى #، والقرآن وسائر المعجزات لنبينا ÷.

  فإذا حصلت هذه الشروط مع بقاء التكليف عُلم أنه رسول الله، ولا فرق بين أن يستدل الرسول بالمعجزة على صدقه في دعوى النبوة، وبين أن يقول الله - تعالى - إنه صادق في دعواه.

  فأما صفته فهو:

  - أن يتعلق به مصالح المكلفين.

  - ولا يكون في بعثه مفسدة.

  - ويجب أن يكون في خلقه وخُلقه على صفة لا تنفر طباع الناس عنه.

  - ويكون معصوماً لا يرتكب الكبيرة.

  - ويجوز أن يكون رسولاً إلى قوم.