باب الشفاعة النبوية
  درجة عظيمة بقبول شفاعته.
  فأما أهل الكبائر الذين يستحقون العقاب، فلا شفاعة لهم؛ لقول الله - تعالى -: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}(١)، وقال - تعالى - أيضاً: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}(٢)، وقال أيضاً: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ١٩}(٣)، وقال - تعالى -: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ٢٧٠}(٤).
  فأما الخبر الذي يروى عن النبي ÷: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»(٥)، إن صح(٦) فالمراد به إذا تابوا، وقد عورض بأخبار كثيرة أيضاً مثل قوله ÷: «لا يدخل الجنة قتات»(٧)، يعني النَّمام، وقال ÷: «من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن سم نفسه سم، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً»(٨)، وآيات الوعيد بخلاف ذلك.
(١) سورة غافر: ١٨.
(٢) سورة الأنبياء: ٢٨.
(٣) سورة الزمر: ١٩.
(٤) سورة البقرة: ٢٧٠.
(٥) سنن ابن ماجه ج ٢ ص ١٤٤١، مسند أحمد بن حنبل ج ٢٠ ص ٤٣٩، سنن الترمذي ج ٤ ص ٦٢٥.
(٦) روي عن الحسن البصري بهذا اللفظ: «لا تنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي» تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل ص ٤١٩.
(٧) صحيح البخاري ج ٨ ص ١٧، مسند أحمد بن حنبل ج ٣٨ ص ٢٨٣، السنن الكبرى للنسائي ج ١٠ ص ٣١٠.
(٨) جامع معمر بن راشد ج ١٠ ص ٤٦٣، مسند أحمد بن حنبل ج ١٢ ص ٤١٦، مسند البزار ج ١٦ ص ١٠٤.